الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات أسطورة السيد عدنان منصر

نشر في  13 مارس 2014  (12:30)

-بقلم الإعلامي نورالدين المباركي

لا تستطيع تلك الكلمات التي تفوّه بها السيد عدنان منصر في العاصمة الاردنية عمان، أن تُغيّر حقيقة انطلاق الثورة التونسية من مدينة سيدي بوزيد بعد واقعة محمد البوعزيزي احتجاجا على حرمانه من كسب رزقه المحدود.

الواقعة ليست اسطورة من صنع شباب الفايسبوك، محمد البوعزيزي حقيقة، وفقره وخصاصته حقيقة، واضرام النار في جسده أمم مقر الولاية يوم 17 ديسمبر 2010 حقيقة، والحراك الشعبي الذي انطلق في المدينة حقيقة ، وتوسع هذا الحراك الى المدن المجاورة حقيقية ، والأهم من كل هذا أن غياب التنمية و الفقر والتهميش وارتفاع نسب البطالة في سيدي بوزيد حقيقة، فأين الأسطورة التي تحدث عنها؟

الأسطورة في ذهن السيد عدنان منصر الذي لا يعرف من الفقر والحرمان والتهميش والخصاصة الا ما يُنشر في الروايات والنصوص والأرقام الباردة، لذلك يعجز عن تفسير وفهم لماذا ينتحر شاب بتلك الطريقة من أجل الحفاظ على عربة صغيرة، ويعجز عن فهم لماذا توسعت حركة الاحتجاج في سيدي بوزيد والقصرين وسليانة وجندوبة وقفصة.. والجهات الداخلية المحرومة والمهمشة التي تعيش الفقر ولا تسمع عنه .

ومن يعجز عن الفهم الملموس للواقع الملموس يلجأ للأسطورة، أليس هذا تاريخ الأسطورة؟ هذا التفسير الاسطوري لانطلاق الثورة في سيدي بوزيد مع ما يتضمنه من اهانة لشباب الثورة، يعكس الموقف السياسي للسيد عدنان منصر من انطلاق الثورة التونسية، وهو الموقف ذاته للنظام السابق الذي كان يعتبر أنه تم توظيف واقعة انتحار البوعزيزي وتضخيمها، وتم ترويج الاشاعات والأكاذيب، وأن احتجاج تلك الجهات لن يزعزع أركان النظام .

وأبعد من ذلك فإن القول إن الثورة انطلقت من مدينة القصرين " جراء الاستخدام المفرط للقوة والعنف والذي سقط ضحيته عدد من الشبان."، هو تأكيد لرواية جزء من النظام السابق مازال يعتبر الى الآن أن ما حصل في تونس ليس ثورة إنما مؤامرة داخلية و خارجية استهدفت الدولة، وأن هذه المؤامرة انطلقت من أحداث تالة (القصرين) من خلال " القناصة" الذين قتلوا نحو 30 شهيدا ، وملف القناصة مازال الى الآن لغزا حقيقيا . السيد عدنان منصر كشف حقيقة معلومة للجميع وهي انه لا علاقة له بالثورة في تونس، حتى من باب المتابعة وأنه جاء الى الموقع الذي هو فيه الآن من باب آخر غير الوفاء لأبناء الثورة .